أظهرت نتائج بحث جديد شمل 4800 طفل ، قام به البروفيسور لطفي جابر مدير مركز صحة الطفل التابع لعيادة كلاليت في الطيبة حول مدى انتشار النشاط الزائد وفرط الانتباه " ADHD " ،
ان نسبة هذه الظاهرة بين الأطفال في المدن العربية تصل إلى 15% بينما في القرى تصل الى 25% وانها اكثر انتشارا عند الذكور .
" هذه نسب مرتفعة اذا ما قورنت بمدى انتشار الظاهره في العالم الغربي "
ويقول البروفيسور جابر " ان هذه نسب مرتفعة اذا ما قورنت بمدى انتشار الظاهره في العالم الغربي اذ تصل هناك إلى ما لا يزيد على 5% ".
البروفيسور لطفي جابر الباحث في مجال النشاط الزائد وقصر الانتباه ADHD ، ومركز الموضوع عند الأطفال العرب ضمن عمله كمختص في قسم الأمراض العصبية في مستشفى شنايدر للأطفال التابع لكلاليت يقول : " يعطى هذا التشخيص للصغار والكبار الذين يعانون من مشاكل سلوكية هامه في ثلاثة أمور حياتية أساسية التي تضم قصور الانتباه ، الاندفاعية والنشاط الزائد . وهذه عند الطلاب تشكل أهم الصعوبات التي تواجه المدرسين في عملهم اليومي في هذه الأيام " .
وجاءت أقوال البروفيسور جابر ضمن محاضرته في ختام أسبوع صحة الأم والطفل الذي أقامة مركز صحة الطفل التابع لكلاليت في الطيبة بمناسبة عيد الام .
" هذه الظاهرة هي اضطراب عصبي عضوي ناتج أساسا عن عوامل وراثية "
واضاف البروفيسور لطفي جابر : " ان النشاط الزائد وقصور الانتباه يحدثان نتيجة اضطراب في الجهاز العصبي وإن كان هذا القول يثير جدلا كبيرا . فالمعارضون لهذه الفكرة يقولون انه لا يوجد دليل لفروق في الجهاز العصبي بين المصابين باضطراب النشاط الزائد وقصور الانتباه وبين الأصحاء . كذلك لا يوجد فحوصات طبية مميزة لتشخص ظاهرة النشاط الزائد وقله الانتباه . ونتيجة القول تؤكد الأبحاث أن هذه الظاهرة هي اضطراب عصبي عضوي ناتج أساسا عن عوامل وراثية التي تحدث تحورات عصبية عند الأطفال المصابين لينضم اليها عوامل محيطية ونفسية ".
وتابع البروفيسور لطفي جابر حديثه قائلا : " يصنف اضطراب النشاط الزائد وقصور الانتباه على النحو التالي : نمط اضطراب النشاط الزائد وقصور الانتباه المصحوب بتشتت الانتباه وهو عبارة عن هيمنه سلوك عدم الانتباه على الشخص المصاب ، نمط اضطراب النشاط الزائد وقصور الانتباه المصحوب أساسا بالنشاط الزائد والاندفاعية وهنا هيمنة سلوك الحركة المفرطة على سلوك عدم الانتباه ، نمط اضطراب النشاط الزائد وقصور الانتباه الذي هو مشترك بين النمط الأول والثاني وهنا يحدث تلازم ظهور وهيمنه الأشكال الثلاثة معاً أي قصور الانتباه والحركة المفرطة والاندفاع ".
واضاف البروفيسور جابر : " نلاحظ أن نسبة قليلة من الأشخاص المصابين بقصور الانتباه والحركة المفرطة يعانون من قصور الانتباه فقط بينما تعاني الغالبية العظمى منهم من قصور الانتباه مصحوب بالحركة المفرطة والاندفاع . وهؤلاء بالمجموعة الاخيرة لا ينتبهون إلى التعليمات الموجه إليهم ويصعب عليهم الجلوس بهدوء وتركيز لأنهم مندفعون يتعذر عليهم التحكم بنشاطهم ".
وعن أنماط قصور الانتباه وفرط النشاط الزائد يقول البروفيسور جابر :" تشمل خصائص النشاط الزائد وقصور الانتباه 13 نمطاً وهذه الأنماط السلوكية ناتجة عن الظاهرتين الأساسين ألا وهما قصور الانتباه والحركة المفرطة وهي : عدم الانتباه ، الحركة المفرطة ، الاندفاع ، الفوضى وعدم النظام ، ضعف علاقات الطفل مع زملائه وأخوانه ، السلوك العدواني ، ضعف الثقة بالنفس ، سلوك الإثارة ، أحلام اليقظة ، عدم التناسق والتآزر الحركي ، اضطرابات الذاكرة ، الإصرار والإلحاح ، عدم الترابط " .
" لا شك أن هذه النتائج مقلقة "
وعن هذه النتائج يقول البروفيسور جابر : " لا شك أن هذه النتائج مقلقة لهذا الاضطراب من انعكاساته وتتطلب تعامل خاص من قبل السلطات الاجتماعية والصحية ووزارة المعارف ".
يذكر ان مركز صحة الطفل التابع لكلاليت في الطيبة الذي يديرة البروفيسور جابر يقدم خدمات طبية وصحية كثيرة ومنها التشخيص لحالات فرط النشاط الزائد وقصور الانتباه. وضمن الخدمات التي تقدمها كلاليت إمكانيات واسعة لتلقى الخدمات الطبية والعلاجات التطورية للأطفال.
