تمكن فريق طبي اردني وبدعم من مراكز بحثية في الجامعات الاردنية والمستشفيات الخاصة الاردنية بتطوير طريقة لتحسين حالة المصابين بالشلل النصفي نتيجة اصابة النخاع الشوكي التي تنتج عن كسور شديدة في العمود الفقري .
وقال الدكتور زياد الزعبي مستشار جراحة العمود الفقري وعضو الفريق ان الطريقة الجديدة تم عرض نتائجها على المؤتمر الدولي الثاني للخلايا الجذعية الذي عقد الاسبوع الماضي وحظي البحث المقدم من الفريق بتقدير كبير مما دفع بالكثير من الحضور لتبني طريقة البحث في مراكزهم. وقال ان الكثير من المراكز العلمية اتجهت منذ سنوات لتطوير استخدامات الخلايا الجذعية في معالجة امراض مستعصية ومزمنة واصبحت هذه الطرق روتينية في كثير من الدول ، ولكن في مجال اصابات النخاع الشوكي والامراض العصبية لا زالت في بدايتها ، وتكمن المشكلة في الحصول على خلايا جذعية بالغة وعالية النقاوة يمكن ان تتحول الى خلايا عصبي تستطيع توصيل المؤثرات العصبي التي انقطعت بسبب ضعف في الخلايا العصبية او قطع في الحبل الشوكي.
وفي الاردن قام الفريق بوضع برنامج بحثي لتطبيقه على الحيوانات وذلك بفصل خلايا مستخلصة من نخاع العظام وزراعتها في نخاع شوكي تم قطعه ومتابعة نتيجة زرع الخلايا ونظرا للنجاح في مجال تجارب الحيوانات والتي تمت بالتعاون بين بيت حيوانات التجارب في جامعة العلوم والتكنولوجيا ومختبرات الجامعة الاردنية والمركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة وبعد مراجعة كل البحوث المنشورة في هذا المجال عالميا والطرق المستخدمة على الانسان وزيارات لمراكز علمية تمارس المعالجة بالخلايا الجذعية تقرر وضع برنامج علاجي وبحثي للبدء في تطبيق هذه الطريقة على المرضى ولكن باستخدام خلايا جذعية يتم فصلها بطريقة جديدة من دم او نخاع عظام المريض نفسه وهي طريقة الفصل المغناطيسي للخلايا الجذعية الأم المستقرة في دم المريض وهذا هو الجديد في الطريقة الاردنية.
وقام الدكتور زياد الزعبي والدكتور محمد جاموس والدكتور اديب الزعبي بمناقشة هذه الطريقة والتعاون في تطبيقها مع مراكز متعددة في المانيا والولايات المتحدة وعرضها مع نتائج التجارب الحيوانية على مراكز تطوير التكنولوجيا في المانيا وفي مؤتمرات علمية في دول اوروبية والهند والصين كما تم تنظيم ندوة خاصة بهذه الطريقة المستحدثة خلال مؤتمر الرابطة العربية للعمود الفقري في تونس العام الماضي بحضور باحثين من دول اوروبية واسيوية كما تم اخذ الموافقات الرسمية على اجراءها في المستشفيات الخاصة في عمان.
وكان المريض المتطوع الاول من الجماهيرية الليبية حيث قدمت الحكومة الليبية والسفارة الليبية دعما كبيرا لعلاجه بهذه الطريقة وتم زرع الخلايا الجذعية المستخلصة من دم المريض نفسه والتي تمت تنقيتها بطريقة مغناطيسية جديدة في مكان اصابة النخاع الشوكي التي مضى عليها خمس سنوات فقد خلالها الاحساس والحركة والسيطرة على البول والبراز والقدرة الجنسية ، وتمت مراقبة المريض لمدة اربعة اشهر في المستشفى الاستشاري ولم تحدث اية مضاعفات ثم لوحظ تحسن واضح في الاحساس بالجلد وامتلاء المثانة وكذلك في القدرة الجنسية كما لوحظ تغيرات ايجابية في صور الرنين المغناطيسي مقارنة بما كان قبل العملية مما شجع الفريق على استخدام الطريقة في معالجة مرضى اخرين.
وكان من شروط اجراء العملية تطوع اعضاء الفريق بجهودهم دون مقابل وان تقوم جهة ما بتمويل المعالجة في المستشفى وعملية فصل الخلايا وبعد مناقشة بعض الحالات مع مسؤولي الاعفاءات الطبية في الديوان الملكي وموافقتهم على دعم علاج بعض الحالات ، قام الفريق حتى الان بمعالجة 8 حالات على حساب الديوان الملكي العامر ووزارة الصحة والحكومة الليبية والعراق بالتعاون مع المستشفى الاستشاري ومركز الخالدي الطبي ومستشفى الجامعة الاردنية والمركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة.
وحول نتائج المعالجة بهذه الطريقة افاد الدكتور الزعبي بان النتائج مشجعة حتى الان حيث حدثت تغييرات على احوال نصف المرضى الذي مضى على علاجهم 3 اشهر فاكثر ومعروف ان التحسن قد يستمر لسنتين او اكثر وقال ان الفريق سيقوم باستكمال معالجة 12 حالة مشابهة ومتابعة النتائج قبل ان يقدمها كطريقة تعتمد للمعالجة وقبل نشر البحث المتعلق بهذه الطريقة في مجلات عالمية متخصصة.
الفريق المعالج والمكون من الدكتور زياد الزعبي مستشار جراحة العمود الفقري في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي والقطاع الخاص وامين عام الرابطة العربية للعمود الفقري ورئيس مجلس الزمالة العالمية للعمود الفقري وعضو مجلس ادارة الجمعية الدولية لترميم النخاع الشوكي. والدكتور محمد جاموس استاذ مساعد جراحة الاعصاب بجامعة العلوم والتكنولوجيا ومستشار جراحة الاعصاب في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي والحائز على جائزة احسن باحث شاب في جراحة الاعصاب على مستوى العالم عام ,2005 والدكتور اديب الزعبي استاذ مساعد في المناعة الجزيئية والخلايا الجذعية في جامعة فيلادلفيا حاليا وجامعة شيكاغو سابقا والمتخصص في التكنولوجيا الحيوية لتنقية الخلايا الجذعية واستخداماتها في علاج الامراض الانسانية المختلفة والدكتور عماد جعفر اختصاص جراحة العظام والعمود الفقري يتقدمون بالشكر والتقدير للمساعدة المباشرة والدعم الذي تلقوه من الديوان الملكي العامر ووزارة الصحة والسفارة الليبية واطقم الادارة والمختبرات والعمليات في المستشفى الاستشاري ومركز الخالدي الطبي ومستشفى الجامعة الاردنية وخاصة الاستاذ الدكتور عبدالله العبادي والمركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة وخاصة الاستاذ الدكتور محمد الخطيب وجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وشركة ميلتيني بيوتيك في المانيا ويتطلعون الى استمرارية دعم المعالجة والبحث على اسس علمية لما فيه مصلحة المريض والوطن وكما يتطلعون الى تأسيس مركز متكامل لبحوث واستخدامات الخلايا الجذعية في الاردن بالتعاون مع كافة المؤسسات المعنية لخدمة المرضى الاردنيين والعرب مما سيعد استكمالا للمسيرة الطبية في هذا البلد المميز عالميا في مستوى خدماته الطبية.